فلسطينية المدير العام
عدد الرسائل : 428 الجنس : تاريخ التسجيل : 21/03/2008
| موضوع: الصراع.. 4/6/2008, 1:17 am | |
| كانت فتاة سيئة.....
كما يجب ان يطلق عليها مدعوا الفضيلة منصرفين بعدها لأعمالهم الجليلة غير مدركين لأهمية الصراع فى أعماق النفس البشرية...كانت تذهب لتصلى قائلة مخاطبة الله " لا تدخلنا فى تجربة ونجنا من الشرير...., ولكن الحياة فرضت عليها الدخول فى التجربة , أكثر من تجربة , ولم تنج من الشرير ....
وحدث ذلت مرة فى أحد التجمعات أن فوجئت بوجه شاب أسمر كانت له عينان قويتان وابتسامة مستفزة متحدية , كان لا يعنيها ان تلتفت اليه....
قابلته مرة اخرى صدفة , فجاء الحديث غريبا وفى النهاية تركها باسما دون أن يسألها موعدا او يغازلها رغم علمها بانها جميلة وجميلة جدا ..قابلته بعدها فى احد الحفلات ..ولأول مرة منذ زمن اندفعت فى جرءة تخترق كل الحواجز وكل أسباب الغربة والعزلة التى تعانى منها , تصرفت كبوهيمية جريئة ..لا تعبأ بشى...
هذا كل ما قدمه اليها ...ان تنزع قناع الغباء الذى لجات اليه دائما ..لتمتنع عن التفكير , فى نهاية الحديث عاملته بترفع وهى تستدعى غباءها الذى نخلت عنه قائلة: ابتسامتك تضايقنى ...
واختفى هو من حياتها , ولم تذكره , ربما تزكرته بصورة عابرة..لمناسبة لا تذكرها , ولا أهمية لها , وانشغلت بالحياة الأخرى..
وفجاة سمعت أحدهم يقول بلهجة عادية تغلبت فيها الدهشة على الحزن ..أنه مات فى انهيار العقار الذى يسكنه ..استمعت اليهم فى غير فهم , كأنها لا تعرفه , لم تقل شيئا وانكمشت فى مكانها حتى انتهوا من حكايتهم عن ذلك الشخص الذى يقولون انه مات . وعادت الى الرقص .. وعادوا الى الضحك ...
ولأول مرة زارها فى المنام ...شعرت بانقباض فى قلبها لازمها حتى أغلقت حجرة نومها فاذا بها تنفجر فى بكاء صامت وهى لا تدرى لماذا تبكى !!.... رأت فى المنام مجموعة من الأولاد والبنات مختبئين , قالت لنفسها لو قابلتهم فسوف أجده معهم فهو مع الاولاد مختبئين من الحرب ومن الموت ..أنفاسهم تلفحها فتشعر بمزيج من النشوة والفزع , توقع لقاء به وخوف من اللقاء به , مطمئنة ولكنها قلقة وتريد ان تختبىء وتخشى لو أختبأت أن تتغير , فاذا لم تتغير تموت , وهى تتربص به , وسوف تحتضنه..
كانت تسبح , متذكرة كلماته رغم تفاهتها ..كلمات لا معنى لها , والان هى تدرك أن عليها مواجهة الواقع وأن تحسم أمورها .., وعندما فعلت لم تحل مشكلة واحدة ,ازدادت الدنيا قتامة, وودت ان تنتحر ..ووسط كل ذلك تظل صورته مصرة على الوجود واضطهادها بلا مبرر ..
صباح اليوم التالى كانت تعبر الشارع فى الطريق الى العمل .. ما كادت تخطو فوق الرصيف المقابل حتى رات ذلك الوجه يطل عليها ..
ذلك الشبح وقف امامها ذلك الحلم ذلك الرجل انه هو
صرخت فى اعماقها ... انت لا تستطيع أن تفعل هذا بى , لا تدرى أقالتها لهذا الشبح أم لربها الذى فى السماء...... لو صح انه هو فهى معجزة وهى التى طلبتها ..والسماء هى التى حققتها , ومهما كان التفسير الذى ستسمعه فهو سيظل قد بعث حيا . اندفعت نحوه وهو يرقبها فى دهشة , وليست على شفتيه ابتسامة , وقبل ان يقول كلمة , كانت تعانقه والدموع تنهمر من عينيها ... دموع فرح بهذا الذى جاءت به المعجزة.. لا تدرى ماذا قالت له ..ولكنها سمعته وهو يمسك بذراعيها , وينظر اليها فى هدوء نظرات حادة ويردد :... ولكنى حى عمر الشقى بقى .. , .. وأردف غير مصدق: هل أزعجك موتى ..كنت أظن انك لا تهتمين
لم تعد قادرة على الاحتمال .. كل شىء يتمزق يتناثر , كم تلعنه .. كم تكرهه .. كم تحتقره ..كم تشتاق اليه
وتسائلت أكانت معجزة للحظات ثم لا تكون هناك معجزة وتعود لعزلتها , ام هى معجزة باقية...
قالت له بتحفظ مفاجىء : انا سعيدة برؤيتك , سأذهب الأن تأخرت على موعدى
| |
|